اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

التوبة وما شروطها

"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"

المشرف: أنوار فاطمة الزهراء

سفينة النجاه
عضو موقوف
مشاركات: 279
اشترك في: السبت أغسطس 02, 2008 7:53 pm

التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة سفينة النجاه »

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعجل فرجهم والعن اعدئهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي حقيقة التوبة ؟ و ما هي شروطها ؟
و هل يمكن للانسان ان يتوب أكثر من مرة ؟

معنى التوبة :

التوبة هي الرجوع إلى صراط الله بعد الانحراف عنه ، و لا تتحقق التوبة إلا بالندم
على فعل السيئات ، و العزم على ترك الذنوب و عدم الرجوع إليها ، مع الجد في ترميم
الصدع الذي طرأ على حياة الإنسان المعنوية بسب تلك الذنوب ، و المبادرة إلى أداء
حقوق الناس و حقوق الله التي ضيعها الإنسان في تلك الفترة .
و بعد كل هذا إذا استغفر الإنسان ربه بصدق قَبِلَ الله توبته .

مغفرة الله لذنوب العبد

ليس من ذنب إلا و يغفره الله الغفور الرحيم ، قال الله جل جلاله :
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
.
و قال الله عزَّ و جل :
﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ .
و قال عزَّ مِن قائل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى
رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي
اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ .

شروط التوبة :

صحيح أن الله سبحانه و تعالى يقبل توبة عباده المذنبين لكنه تعالى
جعل للتوبة شروطاً نشير إليها فيما يلي :

الشرط الأول : أن تكون التوبة قبل معاينة المذنب حالة النزع و الموت
قال عزَّ ذكره : ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ
مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ
يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ
وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾
.
و في الحديث : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صل الله عليه وآله ) :
" مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ السَّنَةَ لَكَثِيرَةٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الشَّهْرَ لَكَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمْعَةٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الْجُمْعَةَ لَكَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ يَوْماً لَكَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُعَايِنَ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ "

الشرط الثاني : الندم ، فقد رُوي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام )
أنه قال : " كَفَى بِالنَّدَمِ تَوْبَةً " .
و بدون الندم لا فائدة في الاستغفار و لا تتحقق التوبة ، و قد رُوِيَ عن
الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قالَ لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ :
" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَ تَدْرِي مَا الِاسْتِغْفَارُ ، الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ
وَ هُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ :

أَوَّلُهَا : النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى .
وَ الثَّانِي : الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً .
وَ الثَّالِثُ : أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ .
وَ الرَّابِعُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا .
وَ الْخَامِسُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى
تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَ يَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ .
وَ السَّادِسُ : أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ
فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ .
هذا و ليس لعدد مرات التوبة تحديد ، و باب التوبة مفتوح دائماً
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صل الله عليه و آله ) :
" بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا ، فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ".

القنوط من رحمة الله :

القنوط من رحمة الله هي اليئس من رحمة الله ، و القنوط إثم عظيم
قال الله عز و جل : ﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ﴾

و قال جل جلاله : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

لكن من يتمادي في الذنوب و لا يفكر في التوبة فقد يُحرم نفسه من غفران
الله حيث لا يوفق للتوبة ، فقد رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام )
أنهُ قال : " مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ
سَوْدَاءُ ، فَإِنْ تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ ، وَ إِنْ تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى
يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ ، فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلَى خَيْرٍ أَبَداً
"[/align]
صورة
ها أنا يا اماه
لقد إرتديت كفني وحملت سلاحي على كتفي
صورة العضو الرمزية
راية المهدي
فــاطــمــي
مشاركات: 9197
اشترك في: السبت فبراير 23, 2008 3:04 pm

Re: التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة راية المهدي »

[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد

جزيتم كل الخير بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم
وقضى الله كل حاجاتكم يالله
[/align]
صورة
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِنى بِتَصْديقى لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسى فَاشْهَدى اَنّى ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.
صورة العضو الرمزية
راية الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7122
اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am

Re: التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة راية الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]
صورة
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
مأجورين ومثابين يا موالين بذكرى استشهاد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام

جزاكم الباري عنا خير الجزاء على طرح هذا الموضوع القيم
اللهم اغفر ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
اللهم قربنا من مجالس التوابين يالله

اللهم العن قتلة أمير المؤمنين
[/font]
[/align]
[font=Traditional Arabic][align=center]لا تنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء[/align]
[/font]
مظلومة يا زهراء

Re: التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة مظلومة يا زهراء »



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


باب التوبة مفتوح على الدوام للجميع ونسأل الله دوماً أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يبدلها حسنات
بحق هذا الشهر العظيم الذي نحياه ..
( قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ..

مع خالص الشكر والتقدير لهذا المواضيع الجميلة
صورة العضو الرمزية
تربة البقيع
مـشـرفـة
مشاركات: 6215
اشترك في: الخميس يوليو 31, 2008 2:53 pm

Re: التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة تربة البقيع »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و ال محمد
اثابكم الله على هذا الموضوع
صورة
صورة العضو الرمزية
نبع الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 15021
اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)

Re: التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة نبع الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ماأحاط به علمك واحصاه كتابك
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
بارك الله بكم
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله تعالى عليهم أجمعين
والحمد لله رب العالمين[/font][/align]
يا الله

صورة العضو الرمزية
آلام الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2503
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:23 am

Re: التوبة وما شروطها

مشاركة بواسطة آلام الزهراء »

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

بوركتم ..
موفقين يارب ..

نسألكم الدعاء[/align]

العودة إلى ”روضـة الإبتهال والتضرع الى الله تعالى“